إیران و أوزبکستان وآسیا الوسطى

آسیا الوسطى کمنطقة غیر ساحلیة ومجاورة مع روسیا والصین وبحر قزوین وأفغانستان تواجه مفاهیم مثل "الإقلیمیة الجدیدة" و "الوطن المشترک" و "الإنفتاح" و "الإصلاح الإقتصادی" و "المنافسة" والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تحت تأثیر العقوبات القمعیة التی یمارسها الغرب، عند إعادة النظر إلى اقتصادها، فإنها تقدّر أهمیة جیرانها فی السیاسة الخارجیة أکثر من أی وقت مضى.
9 ذو القعدة 1441
رویت 2369
علیرضا بیکدلی

آسیا الوسطى کمنطقة غیر ساحلیة ومجاورة مع روسیا والصین وبحر قزوین وأفغانستان تواجه مفاهیم مثل "الإقلیمیة الجدیدة" و "الوطن المشترک" و "الإنفتاح" و "الإصلاح الإقتصادی" و "المنافسة" والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تحت تأثیر العقوبات القمعیة التی یمارسها الغرب، عند إعادة النظر إلى اقتصادها، فإنها تقدّر أهمیة جیرانها فی السیاسة الخارجیة أکثر من أی وقت مضى.

لقد أزالت جهود الولایات المتحدة لعزل إیران بعض الفرص الإقتصادیة لدول آسیا الوسطى الناشئة من جدول التخطیط الإقتصادی وأثّرت سلبًا على عملیات التنمیة فی هذه المنطقة. نهج "التعاون المتبادل فی سیاق السیاسة الجوار"، الأمر الذی یتطلب تعزیز العلاقات الشاملة بین سلطات وشعوب دول الجوار، وهی تعرف بأولویة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقد شدد المرشد الأعلى ورئیس الجمهوریة ووزیر الخارجیة على هذه الأولویة فی مناسبات مختلفة. ومع ذلک، فإن حجم الرحلات التی یقوم بها المسؤولون فی بلادنا ومسؤولون آسیا الوسطى لا تلبّی حتى الآن احتیاجات الجانبین، وأحیانًا أدى تدخل طرف ثالث إلى تغییر التخطیط الذی أفاد الأطراف. فی الوضع الحالی، أهم ما یقلق دول آسیا الوسطى یتعلق بالمنافسة وحتى مواجهة القوى الدولیة فیها. روسیا فی تحدٍ سیاسی واجتماعی واقتصادی فی هذه المنطقة.

 إن خطر التطرف والإرهاب والنفوذ الاقتصادی الصینی الزاحف فی المنطقة یقلق روسیا. جاذبیة الاستثمار والتکنولوجیا الغربیة، بقیادة الولایات المتحدة، بمثابة فخ لأمن وإستقرار آسیا الوسطى. یبدو أن هیمنتهم المفرطة فی بعض دول آسیا الوسطى هی من أهم معضلات السیاسة الخارجیة للدول الناشئة فیها. التطورات فی أفغانستان هی قضیة فی غایة الأهمیة لمستقبل المنطقة وأداة للتلاعب بالتطورات فیها.

حالیاَ، یعتبر إنضمام إیران إلى آسیا الوسطى قوة جغرافیة لإیران. فی آسیا الوسطى، تمتلک إیران الکثیر من القدرات غیر المستغلّة سواء من حیث المنطقة الإستراتیجیة أو من حیث العلاقات مع تلک البلدان. بینما تحاول الولایات المتحدة تقیید إیران على الحدود مع جیرانها، تستخدم إیران بالإعتماد على أولویة سیاسة الجوار، قدراتها الجغرافیة والإقتصادیة والثقافیة فی محاولة رفع مستوى کفاءتها للتعاون مع دول آسیا الوسطى. أهم میزة إیران للتعاون مع هذه المنطقة هی میزة النقل، مما جعل إیران تحافظ على دورها بإعتبارها الطریق الأنسب و الأکثر اماناَ  لآسیا الوسطى إلى الجنوب والغرب. وفی هذا السیاق، هناک نقاط إیجابیة من جانب أوزبکستان. التطورات فی أوزبکستان بعد عام 2016 وأثناء رئاسة السید میرضیاییف تأثرت العملیات الأمنیة فی آسیا الوسطى وقد خلقت فرصة جیدة للتقارب.

یمکن لهذه العملیة تقلیل التحدیات المختلفة ویمهد الطریق أمام حکومات المنطقة للترکیز على النمو الإقتصادی والتنمیة. وبحسب بهمن آقارضی، السفیر السابق للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی أوزبکستان، فإن البلاد ستواجه قفزة اقتصادیة کبیرة فی السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. "السیاسات الإقتصادیة الجدیدة للبلاد والدعم الأجنبی، سوف تؤثر على الإستثمار والتجارة فی أوزبکستان. لذلک، إیران أیضًا من حیث خط النقل وکدولة قریبة من هذا الاقتصاد والسوق، یجب أن تخطط وتهتم بموقعها من الآن فصاعداَ.

الخطوة الأولى فی هذا الإتجاه هی تعزیز ممرات النقل بالسکک الحدیدیة والطرق والجو وغیره. بینما تمتلک روسیا 42 رحلة أسبوعیًا، ولدى ترکیا 16 رحلة وکوریا الجنوبیة 13 إلى طشقند، إیران بافتتاح أول رحلة لها إلى طشقند تسهّل سفر التجّار الإیرانیین إلى أوزبکستان. فی هذا الصدد، تعد قدرات الموانئ الإیرانیة فی الخلیج الفارسی وبحر عمان وبحر قزوین وسعة السکک الحدیدیة والطرق فی البلاد میزة جیدة للتجارة بین البلدین.

تعزیز العلاقات بین القادة وکبار المسؤولین فی إیران ودول آسیا الوسطى، الإهتمام بالهیکل الإقلیمی لآسیا الوسطى، إقامة علاقات مع جمیع دول المنطقة، المشارکة الفعالة فی الاتجاهات الإقلیمیة لآسیا الوسطى، واعتبار إیران جزءًا من المنطقة، ضرورة بذل المزید من الجهود نظراَ لتطبیق سیاسات مخرّبة من قبل دول ثالثة فی العلاقات بین إیران وآسیا الوسطى، التخطیط للحفاظ على میزة إیران فی النقل والعبور فی آسیا الوسطى وأفغانستان، الاهتمام والاستفادة من العلاقات بین باکستان والهند وروسیا والصین ودول أخرى مع آسیا الوسطى، تشجیع الدول النشطة فی آسیا الوسطى باستخدام خطوط النقل فی إیران، دعم دول آسیا الوسطى لاستخدام میناء تشابهار، تعاون ثلاثی لتعزیز ممرات أوزبکستان وأفغانستان وإیران، تعزیز التعاون بین إیران وترکمانستان وأوزبکستان، المساعدة فی نقل الغاز الترکمانی عبر إیران، الإنتباه إلى أهمیة  أفغانستان بالنّسبة لآسیا الوسطى، التعاون الثلاثی بین إیران وأوزبکستان وأفغانستان، تعزیز العلاقات العلمیة والثقافیة والریاضیة والسیاحیة بین إیران وأوزبکستان، تفعیل منظمة التعاون الاقتصادی (اکو)، والعضویة فی شنغهای، والعضویة فی المؤسسات الاقتصادیة فی منطقة آسیا الوسطى، وزیادة إستغلال القدرات الحضاریة المشترکة، التعاون وتقسیم العمل بین محافظات خراسان، جولستان، مازاندران و . . . من أجل إیلاء المزید من الإهتمام لآسیا الوسطى، یمکن تعزیز العلاقات بین الحلقات الفکریة والجامعات فی إیران ودول آسیا الوسطى والتواصل مع معاهد البحوث النشطة فیها فی دول مختلفة، بما فی ذلک روسیا والصین والهند وباکستان والغرب ستؤدی الی تعزیز الروابط بین البلدین والشعبین وایضاَ إلى تطویر التعاون الإقلیمی.

"إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است