مؤتمر الإنتخابات الرئاسیة الأمریکیة

بشکل تقلیدی، یعقد الحزبان الجمهوری والدیمقراطی فی الولایات المتحدة مؤتمراً وطنیاً کل أربع سنوات قبل الإنتخابات الرئاسیة لتسمیة مرشّح وتقدیم خطّة للإدارة المقبلة.
12 صفر 1442
رویت 908
سید وحید کریمی

 بشکل تقلیدی، یعقد الحزبان الجمهوری والدیمقراطی فی الولایات المتحدة مؤتمراً وطنیاً کل أربع سنوات قبل الإنتخابات الرئاسیة لتسمیة مرشّح وتقدیم خطّة للإدارة المقبلة. کما عُقد مؤتمر من الحزبین فی انتخابات 4 نوفمبر 2020. وهنا ننظر إلى المؤتمرین الحزبین الأمریکیین من منظور خطاب المرشحین والسیاسة الخارجیة وتأیید الشخصیات السیاسیة فی المؤتمر وکیفیة عقد المؤتمر.

تم عقد مؤتمر الدیمقراطیین قبل مؤتمر الجمهوریین. قال السید جو بایدن فی خطابه بمدة 25 دقیقة: "نحن فی وقت سیء. یجب أن نتحد من أجل التغییر. بدلاً من أصوات الناس، یجب أن نجد قلوبهم. نحن نواجه الآن أربع أزمات من فیروس کوفید 19 وإقتصادیة  وعنصریة وتغیر مناخی. ستکون الخطوة الأولى فی الحکومة هی الحد من الفیروس لأنه یؤثر على جوانب أخرى من الحیاة. الإهتمام بالتعلیم والتخفیضات الضریبیة أمر ضروری، ومع انتخاب کامیلا هاریس نائبة للرئیس، أصبح الإهتمام بالملونین والقیم وحقوق الإنسان على جدول الأعمال. قال السید بایدن: "کانت محاربة العنصریة هی الدافع لترشیحی. قد تکون وفاة جورج فلوید نقطة تحوّل فی التاریخ الأمریکی. یجب أن نعید الأمور المشوّهة إلى مکانها الأصلی". یتناول السید بایدن بالتفصیل الأضرار الإقتصادیة والصحّیة الناجمة عن إهمال إدارة ترامب فی التعامل مع فیروس کورونا وفی مجال السیاسة الخارجیة، کما انتقد دعم إدارة ترامب للدیکتاتوریین، وقال: "سأتعاون مع الحلفاء ولن اغفر للصین ودول المعارضة الأخرى ولن أغفر لروسیا قتل جنودنا".

قال السید دونالد ترامب فی خطابه بمدة ساعة وعشر دقائق: "فی مواجهة الإشتراکیین ، سأحیی الحلم الأمریکی. الدیمقراطیون یتهموننا بالعنصریة، والسؤال الذی یجب طرحه هو ما مدى الضرر الذی ألحقتوه أنتم الدیمقراطیین بأمریکا؟ هذه أهم انتخابات. لأن الحزبین مختلفان جدا فی فکرة الحکم."کان جزء کبیر من خطاب ترامب هجوماً على بایدن والصین وعلى محاربة داعش. وقال عن السیاسة الخارجیة: "لقد نظّمت حلف الناتو لدفع التکالیف. لقد ترکت التعاون التجاری لمنطقة المحیط الهادئ وتغیر المناخ الذی کان على حسابنا وأحییت الإستقلال الصناعی الأمریکی. لم یجرؤ أحد على نقل السفارة الأمریکیة إلى القدس، لکنی فعلت. الصینیون الذین أضرّوا بالعالم یدعمون بایدن."کما أشار إلى دول غرب آسیا وإتفاقیة نافتا بین الدول الثلاث والولایات المتحدة والمکسیک وکندا، ودعم المزارعین الأمریکیین والحدود مع المکسیک واستمرار استکمال الجدار الفاصل بین البلدین، حیث قوبلت تصریحاته بتصفیق متکرر من الجمهور. وأشار فی خطابه العاطفی، مرارًا وتکرارًا إلى عبارة "أمریکا أولاً" فی جمیع المجالات.

وفیما یتعلق بدعم الشخصیات السیاسیة للمؤتمرین، یجدر القول إن الرئیس السابق باراک أوباما وزوجته تحدّثا دعماً لبایدن واستنکارا لترامب، ولم تحضر شخصیات بارزة، بما فی ذلک الرؤساء السابقون، المؤتمر الجمهوری، واستغل ترامب أفراد عائلته لحضور خطابه. حاول بایدن الجمع بین جمیع الإتجاهات السیاسیة وأن یکون رمزا للسیاسة الأمریکیة التقلیدیة. واتّهم ترامب بالعنصریة ودعم الدیکتاتوریین. کانت بعض الملاحظات فی الحزب الجمهوری جدیدة على الشعب الأمریکی. قال السیناتور میتش ماکونیل، الزعیم الجمهوری فی مجلس الشیوخ: "ترامب وارث الجیل الأول لأمریکا. الدیمقراطیون یریدون خدمات مجانیة للمهاجرین". قال عمدة نیویورک السابق رودی جولیانی: "لا تدعوا الدیمقراطیین یفعلوا بأمریکا کلها ما فعلوه بنیویورک وتصاعد الجرائم. باع الدیمقراطیون الولایات المتحدة للصین." قال السیناتور توم کوتن: "إن الصینیین یخونون ویسرقون ویکذبون ویقودون عصابات المخدرات على الحدود الأمریکیة المکسیکیة". وقالت إیفانکا ترامب، إبنة ترامب ومساعدته: "شاهدت القادة وهم یتوسلون لوالدی ألا ینقل السفارة إلى القدس، لکن ترامب هو من فعل ذلک". تحدث العدید من شخصیات الجمهوریة ضد ترامب فی المؤتمر الدیمقراطی. لم یهاجم جو بایدن شخصیة ترامب بل انتقد سیاساته. کان بایدن یؤید رفع مکانة المواطنین الأمریکیین، بینما ترامب یؤید صراحة البیض فی المجتمع الأمریکی. یسعى ترامب إلى استعلاء البیض ویرید بایدن وحدة المجتمع الأمریکی. وشدّد بایدن على ضرورة التعاون مع الحلفاء وترامب على ضرورة منع "التسامح المادی" للآخرین من مصادر أمریکیة.

حول کیفیة عقد مؤتمر یجب القول أن الجمهوریون بحشودهم الکبیرة أعطوا المؤتمر مجداً خاصاً، لکن مؤتمر الدیمقراطیین للوقایة من فیروس کورونا عقد دون حشد. وبحسب وسائل الإعلام فإن عدد مشاهدی مؤتمر الدیمقراطیین کان أکبر. واتّهم منظمو المؤتمر الجمهوری بعدم مراعاة مسافة صحیّة وعدم استخدام القناع عمدًا. فی هذین المؤتمرین اتّهم الطرفان أحدهما "بتعاطی المخدرات" والآخر بـ "الکاذب". کما اتّهم ترامب بعدم الکفاءة وبایدن بانعدام الصحة الشخصیة اللازمة للرئاسة. یتّهم ترامب بایدن بتقویض الأمن فی الحکومة الدیمقراطیة، قائلاً إن الولایات المتحدة ستکون أقوى وأکثر فخراً إذا تمّ انتخابه رئیساً. وفی المقابل، اتّهم بایدن ترامب بالتمییز والعنصریة وإنشاء مجتمع ثنائی القطب فی الولایات المتحدة، قائلاً أنّه إذا أصبح رئیسًا، فسوف یوحّد الشعب الأمریکی. أفرغ ترامب الجمهوریین من الداخل وتحرک ضد النظام الحاکم فی الولایات المتحدة ولم یؤمن حتى بمیثاق الحزب الداعم للإقتصاد الحر والتعددیة والإرتباط بالحلفاء. لکن بایدن کان یحظى بالدعم الکامل من الحزب وقال إنه سیسعى لإحیاء التقالید السیاسیة الداخلیة والخارجیة الأمریکیة. اتُهم بایدن بالحصول على دعم الصین، واتُهم ترامب ضمنیًا بتجاهل انتهاکات روسیا. أشار ترامب بفخر إلى إنشاء جیش الفضاء، وأشار بایدن بالمقابل على تغطیة الرعایة الصحیة لملایین الأمریکیین فی عهد أوباما، والتی اختصرها ترامب، وصرّح أنّه یسعى إلى إحیائها. والآن سیتم اختیار أی من المرشحین؛ علینا أن ننتظر نتیجة انتخاب الشعب الأمریکی، وفی غضون ذلک ستؤثر المناظرات السیاسیة بین المرشحین على هذه الإنتخابات.

"إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است