أمل فی بناء هیکل إقلیمی جدید: نحو مجتمع هرمز

مقال بقلم سعید خطیب زاده، المتحدث بإسم وزارة الخارجیة فی المعهد الإیطالی للشؤون الدولیة (IAI)
30 صفر 1442
رویت 1180
سعید خطیب زاده

بالنظر إلى التغییرات والصراعات الجدیدة التی نشأت فی المنطقة، هناک حاجة ملحّة لترتیبات جدیدة فی المنطقة تعکس کلا من مکونات علاقات القوة الجدیدة فی المنطقة والمصالح الجماعیة لأصحاب المصلحة. لهذا السبب اقترحت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة خطّة تسمى مبادرة هرمز للسلام بهدف التحرّک نحو ترتیبات إقلیمیة شاملة وتمهید الطریق لتشکیل مجتمع هرمز.

جاء فی المقال: "من وجهة نظر إیران، فإن الوضع الحالی فی المنطقة هو نتیجة عوامل متشابکة مختلفة، بما فی ذلک حقیقة أنّ جمیع الجهود السابقة تقریبًا لتحقیق الأمن والسلام والإستقرار فی المنطقة قد فشلت أکثر من أی شیء آخر، وذلک لأن مشاریع بناء السلام السابقة أهملت النظر فی الجهات الفاعلة الإقلیمیة المهمّة، وخاصّة إیران. بالإضافة إلى ذلک، لم تکن هذه المشاریع خطط محلیة وفُرضت على المنطقة بشکل أساسی من قبل أطراف أجنبیة تسعى وراء مصالحها الخاصة وتتجاهل الحقائق الإقلیمیة، وبالتالی لم یتمکنوا من الإعتماد على المبادئ التی اتّفقت علیها جمیع الأطراف فی المنطقة.

من وجهة نظر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، المنطقة بحاجة إلى إطار أمنی واقعی یعکس علاقات جدیدة بین القوى ولا یقوم على مکوّنات قدیمة. وتستند مبادرة هرمز للسلام على هذا الرأی وتهدف إلى تحقیق إطار عمل فعال للأمن الإقلیمی.

وصف السیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی الحکومات المختلفة، السیاسة الخارجیة للحکومة الحالیة، نهج التفاعل البنّاء، عملیة تکوین إتّفاق نووی، الآثار المترتبة على سیاسة الضغط الأقصى الأمریکیة، علاقات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مع القوى العالمیة، وعلاقات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مع جیرانها من بین المواضیع التی یتم  مناقشتها فی هذا المقال.

لم تکن المبادئ الأساسیة لمبادرة الأمل (HOPE) مختلفة بشکل کبیر عن المبادرات الإیرانیة السابقة، ولکن تم التعبیر عنها بطریقة تعکس الحاجة الملحّة لتطویر خریطة معرفیة جدیدة للمنطقة وشرح المفاهیم الأساسیة. قضایا مثل علاقات حسن الجوار؛ خریطة الأمم المتحدة؛ السیادة والسلامة الإقلیمیة؛ حرمة الحدود الدولیة؛ تسویة المنازعات بالوسائل السلمیة؛ رفض التهدیدات أو استخدام القوة أو المشارکة فی تحالفات ضد بعضها البعض؛ عدم التدخل فی الشؤون الداخلیة أو الخارجیة لأیّة دولة؛ الإحترام والمصالح المتبادلة والموقف المتساو؛ واحترام الرموز المقدّسة والتاریخیة والدینیة والوطنیة لحکومات وشعوب مجتمع هرمز الناشىء".

تتطلب مبادرة هرمز للسلام إرادة سیاسیة مشترکة وخطّة تنفیذیة یمکن تحویلها إلى إنجاز حقیقی واستخدامها لتحویل إمکانات المنطقة وقدراتها لتحقیق أهداف مشترکة. وهذا "یتطلّب خطوات صغیرة ولکنّها عملیة مثل تشکیل مجموعات عمل مشترکة لإنشاء: أ) تدابیر منع الصراع مثل خطوط إتصالات الطوارئ وأنظمة الإنذار المبکر. (ب) تدابیر إدارة الصراع مثل الإتصال المباشر بین الحکومات والبروتوکولات المتفق علیها فی حالة حدوث النزاع؛ "(ج) تدابیر حل النزاعات مثل الإجراءات المحدّدة فی إطار آلیة إقلیمیة."

مبادرة هرمز للسلام هی رمز للأمل فی إنتصار الدبلوماسیة. سیحکم التاریخ على أن هذه الخطة ستکون فرصة ضائعة أخرى للمنطقة أو توصل أصحاب المصلحة أخیرًا إلى استنتاج مفاده أنّ السبیل الوحید للخروج من هذه الکارثة هو بدء حوار شامل وتعاون غیر مشروط مع بعضهم البعض.

 "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

اضغط هنا لکى تشاهد المقاله الاصلیه

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است