نظرة سریعة على الانتخابات الرئاسیة الفرنسیة لعام 2022

الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسیة الفرنسیة ستعقد فی ۱۰ أبریل ۲۰۲۲ وإذا تمّ تأجیل الإنتخابات إلى الجولة الثانیة، فسیکون الموعد ۲۱ أبریل ۲۰۲۲.
7 جمادى الثانية 1443
رویت 849
معصومه سیف افجه ای

الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسیة الفرنسیة ستعقد فی 10 أبریل 2022 وإذا تمّ تأجیل الإنتخابات إلى الجولة الثانیة، فسیکون الموعد 21 أبریل 2022.

حتى الآن، أعلن 30 شخصًا عن استعدادهم للترشح، 13 منهم أکثر بروزًا. وهؤلاء الثلاثة عشر شخصاً هم على النحو التالی وبحسب آخر استطلاع أجری فی الأسبوع الأول من کانون الثانی (ینایر) 2022، قدرت نسبة أصواتهم:

  • السید إیمانویل ماکرون 24٪
  • السیدة مارین لوبان، رئیسة الجبهة الوطنیة (أقصى الیمین) 17٪،
  • السیدة فالیری بیکریس، 16٪، (شغل منصب رئیس مجلس إدارة دو لو دو فرانس لفترتین وأعید انتخابه فی عام 2021)
  • اریک زمور مرشح مستقل 16٪ (الکاتب والمراسل)
  • جان لوک میلانشون (LFI)، 10٪ (فی عهد جاک شیراک ، کان وزیرا للتعلیم المهنی. کان عضوا فی البرلمان لعدة فترات وکان آخر منصب له هو زعیم الحزب العاصی)
  • یانیک جادو من حزب الخضر 6٪
  • السیدة آن هیدالغو، عمدة باریس 4٪،
  • فابیان راسل، امین العام لحزب الشیوعی
  • السیدة ناتالی أرتو من حزب العمل،
  • نیکولا دوبونت (DLF)، عضو البرلمان عن حزب حزب انهضی فرنسا
  • فلوریان فیلیبو رئیس الحزب وطنیون،
  • انطوان مارتینیز رئیس VPF )جنرال فی الجیش والیمین المتطرف( و
  • فرانسوا أسلینو، الرئیس السابق لحزب UPR ، (تحالف الشعب الجمهوری)

 

بالنظر إلى النسبة المقدرة للأصوات، فإن أکبر فرصة للسید إیمانویل ماکرون فی الجولة المقبلة من الإنتخابات الرئاسیة الفرنسیة هی عدم وجود خصم قوی. حتى الآن، کان أشد المعارضین فی الإنتخابات الرئاسیة الفرنسیة هو مرشح الجبهة الوطنیة. فی السنوات السابقة، کان السید جان ماری لوبان مؤسس الحزب المذکور أعلاه، وکانت ابنته، السیدة مارین لوبان، ناشطة فی حملة الیمین المتطرف لسنوات عدیدة.

فی عام 2017، بدأت السیدة لوبان فی محاولة إعطاء بُعد سیاسی للإحتجاج الإقتصادی فی فرنسا من خلال إطلاق ما یسمى باحتجاجات السترات الصفراء، والتی اندلعت بعد زیادة أسعار الدیزل بعدة سنتات. لکن مع اندلاع أزمة کورونا والإعلان عن استمرار الحجر الصحی المنزلی، سارت الأمور لصالح ماکرون وتوقّفت مظاهرات السترات الصفراء الأسبوعیة.

من ناحیة أخرى، أدى اندلاع أزمة کورونا وتداعیاتها الإقتصادیة على الشرکات الفرنسیة الکبیرة والصغیرة، وإغلاق الحانات والمطاعم والمعالم السیاحیة، والإنخفاض الحاد فی الدخل السیاحی الفرنسی، إلى تأجیج الأزمات الإجتماعیة والإقتصادیة بشکل مختلف.  بعد انتهاء الحجر الصحی المنزلی الأول، اضطر إیمانویل ماکرون إلى استبدال رئیس وزرائه.

لنقد أداء رئاسة السید ماکرون التی استمرت 5 سنوات، یمکننا أن نشیر إلى جوانبها الإیجابیة والسلبیة. کانت أقوى نقطة فی سیاسة ماکرون هی تحسین آلیة تسویة الدیون والمسائل ذات الصلة، والنقطة الثانیة هی نجاح التطعیم الوطنی ضد کورونا.

على الجانب السلبی، یمکن ملاحظة ما یلی: فشل المحادثات المتکررة مع ترامب، على الرغم من العلاقة الودیة على ما یبدو بین الجانبین، وعدم وجود علاقات وثیقة بین إیمانویل ماکرون وجو بایدین، وفشل محادثات فرنسا وبوتین بشأن أوکرانیا وعلى هامش قمة مجموعة السبع فی عام 2019 وکذلک فی حالات أخرى، فشل محاولة الرئیس الفرنسی التفاوض مع الجانب الإیرانی فی بیاریتز (على هامش قمة مجموعة السبع عام 2019)، فشل محاولته فی السفر إلى لبنان ومنع إفلاس الاقتصاد اللبنانی، عدم الوصول للقوة فی الأزمتین اللیبیة والسوریة وتزاید التوترات مع ترکیا بسبب الأزمة اللیبیة وأکراد العراق.

السؤال الآن، إلى أی مدى استطاع السید ماکرون وضع فرنسا فی موقع أقوى خلال فترة رئاسته التی استمرت خمس سنوات؟ کانت الإجابة ایجابیة فی بعض الحالات، رغم أنها زادت الإنفاق العسکری الفرنسی فی الساحل الأفریقی. المهم بالنسبة للمحللین الفرنسیین هو أنه فی السنوات الأخیرة خرجت فرنسا من عزلتها الاستراتیجیة أکثر من أی وقت مضى وتمکنت من المشارکة فی الحرب الدولیة ضد الإرهاب.

إن القضایا التی یجب أن ترکز علیها فرنسا تتعلق بشکل أکبر بزیادة قوتها الإقتصادیة ودینامیکیتها مقارنة بالقوى الناشئة. أصبحت فرنسا الآن عاجزة من الناحیة التکنولوجیة، وقد أهمل قادتها لسنوات أدوات القوة الناعمة ونأى بأنفسهم عن دور میزان القوى الذی حدده الجنرال دیغول. فرنسا الیوم ممزقة بین صعود الشعبویة من ناحیة وعدم تعاون الولایات المتحدة مع أوروبا من ناحیة أخرى وضغط على "السیادة الأوروبیة".

وهکذا، مع الوضع الحالی، فإنّ الجولة الجدیدة من الرئاسة الفرنسیة للإتحاد الأوروبی منذ بدایة عام 2022، والتی تتکرر بعد 13 عامًا، توفّر أفضل فرصة لتحقیق أهداف فرنسا فی الأشهر الأخیرة من رئاسة السید ماکرون. فرصة یمکن أن تمهد الطریق لتحقیق الأهداف التی أعلنها عام 2017. ولأنه کان له تاریخ فی الإدارة الاقتصادیة فی فترات سابقة، فی مواجهة أزمة کورونا، لم یستطع معالجة کل سیناریوهاته المحددة.

کما أن نهایة فترة المستشارة میرکل التی استمرت 16 عامًا کأقوى عضو اقتصادی فی الاتحاد الأوروبی توفر فرصة أخرى لماکرون لإحداث تأثیره الخاص.

على الصعید المحلی، اتخذ الرئیس الفرنسی موقفًا متشددًا ضد الهجمات الإرهابیة فی البلاد فی العام أو العامین الماضیین، محاولًا الفوز بأصوات الیمین المتطرف وأنصار السیدة لوبان فی محاربة موجة الهجرة.

 بشکل عام، یبدو أن أداء السید ماکرون هو دینامیکیته وشبابه فی تقدیم العدید من المبادرات. على الرغم من أنه لم ینجح فی بعض مبادراته، إلا أنه یواصل اتباع هذا النهج کخطوة جدیدة فی السیاسة الفرنسیة الداخلیة والخارجیة.

 

معصومه سیف افجه ای، خبیرة فی مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة

    "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است