الاحتلال من المخاطر الرئيسية التي تهدد مستقبل سوريا – منتدى طهران للحوار 2025

في حلقة نقاشية بعنوان سوريا على مفترق طرق: نحو الوحدة أم الانقسام؟، شرح أوليفييه فالتس، رئيس مركز الأبحاث الألماني سيدوكاف (CEDOCA)، وجهات نظره. ويتمتع فالتس، بصفته خبيراً بارزاً في الشؤون السورية، بسجل حافل في الأنشطة الإنسانية وعقد اللقاءات مع مختلف الفئات، بما في ذلك المعارضة السورية.
12 ذو الحجة 1446

في حلقة نقاشية بعنوان "سوريا على مفترق طرق: نحو الوحدة أم الانقسام؟"، شرح أوليفييه فالتس، رئيس مركز الأبحاث الألماني "سيدوكاف" (CEDOCA)، وجهات نظره. ويتمتع فالتس، بصفته خبيراً بارزاً في الشؤون السورية، بسجل حافل في الأنشطة الإنسانية وعقد اللقاءات مع مختلف الفئات، بما في ذلك المعارضة السورية.

وقال فالتس في كلمته: "ليس من السهل الإجابة على بعض القضايا، ولمعرفة مستقبل سوريا يجب أن نكون من العرافين. ومع ذلك، أنا شخصياً لا أخشى على مستقبل هذا البلد". وأكد في الختام: "إن ما تحتاجه سوريا اليوم بشكل ملح هو الوحدة. يجب التركيز بشكل خاص على التطورات الداخلية، بما في ذلك دور الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، والنقاد، وجميع القوميات".

وتابع فالتس قائلاً: "في النقاش حول سوريا، هناك قضيتان جادتان؛ الأولى هي تشكيل الدولة، ويجب أن نرى كيف يمكن المضي قدماً نحو حكومة شاملة وجامعة. ومن أهم القضايا بالنسبة للسوريين مسألة إعادة إعمار سوريا. إن موضوعات مثل الانتخابات، وحقوق الإنسان، والقوميات، والدستور، وقضية احتلال أجزاء من البلاد... كلها مرهونة بوجود حكومة جامعة ومنتخبة". واعتبر هذا الباحث في شؤون سوريا والشام أن جميع القوميات والأديان والجماعات السياسية في سوريا تمتلك هويتها الخاصة، مؤكداً أنها لا تملك هوية واحدة وأنها تعرضت للقمع حتى الآن. وشدد فالتس على أنه: "يجب السعي لكي تستعيد القوميات السورية هويتها وتصل إلى الثقة بالنفس. إنهم يتوقعون الآن من الحكومة الجديدة أن تحترم حقوقهم".

ورداً على سؤال طرحه فردوسي بور، خبير شؤون غرب آسيا ومدير الجلسة، حول إمكانية تأسيس حكومة قوية وشاملة من قبل الحكام الجدد وفي ظل الاحتلال، صرح أوليفييه فالتس: "من وجهة نظر القيادة السياسية السورية، هناك العديد من القضايا التي ستضع الحكام الجدد أمام تحديات نظراً لقلة خبرتهم. بطبيعة الحال، سيكون التغلب على هذه المشكلات مستغرقاً للوقت، وسوف يخطون نحو حلها ببطء وتدرج".

الموقع الاستراتيجي لسوريا جعلها محط أطماع القوى الكبرى بعد ذلك، تحدث عدنان منصور، الدبلوماسي ووزير الخارجية والمغتربين اللبناني الأسبق، عن المخاطر الرئيسية التي تهدد مستقبل سوريا، وقيّم نتائج لقاء أحمد الشرع مع ترامب في الرياض. وصرح منصور قائلاً: "إن تدخلات وآراء جميع القوى في سوريا كان لها تأثير مباشر وغير مباشر، وهذه التدخلات والتطورات الخارجية كانت لها على الدوام تداعيات عديدة على الأحداث السياسية داخل سوريا". وأضاف، محللاً الموقع الاستراتيجي لسوريا ولبنان: "هذا الموقع الاستراتيجي لدول الشام جعلها دائماً محط أطماع روسيا وأمريكا وتركيا وفرنسا وغيرها. ولهذا السبب، يجب دائماً أخذ الأبعاد الجغرافية والتاريخية والعرقية لهذه المنطقة في الاعتبار. لطالما كانت سوريا تحت أنظار ومجهر القوى الكبرى والاستراتيجيين".

وأشار هذا الدبلوماسي اللبناني الكبير السابق إلى نقطة مهمة مفادها أن أسس التطورات الحالية في سوريا قد وُضعت في عام 2000! وأضاف: "لقد تمت دراسة هذه التطورات وتحليلها في مراكز الفكر والمراكز الاستراتيجية الغربية. من ناحية أخرى، أدى وجود أمريكا والكيان الصهيوني وروسيا وغيرهم في سوريا إلى تفاقم انعدام الأمن والقضايا الأمنية المتعددة التي أدت إلى عدم الاستقرار، وقد استغل الكيان الصهيوني عدم الاستقرار هذا أفضل استغلال وشن اعتداءات وانتهاكات متعددة على سوريا ولبنان. والمثال البارز على ذلك هو احتلال مرتفعات الجولان، وآخرها كان توغل الجيش الصهيوني لأكثر من 40 كيلومتراً في عمق الأراضي السورية بعد وصول قوات أحمد الشرع إلى السلطة".

ورداً على سؤال طرحه مجتبى فردوسي بور، الخبير البارز في مركز الدراسات السياسية، ومفاده: "هل ستؤدي ارتباطات مسيحيي ودروز سوريا بعناصر القوة خارج سوريا إلى تقسيم سوريا أو الحيلولة دون تقسيمها؟"، أجاب منصور عدنان: "تُظهر التطورات أن المنطقة، وخاصة سوريا، تتجه نحو التقسيم. في سوريا، يجب على الحكومة أن تأخذ في اعتبارها العلويين القريبين من سواحل البحر الأبيض المتوسط، ودروز منطقة الجولان والمناطق الجنوبية من دمشق، والتركمان بالقرب من الحدود التركية، والمعارضة الكردية. من ناحية أخرى، تم تقسيم العراق أيضاً إلى ثلاثة أجزاء: كردي وسني وشيعي، بل إن القوى الكبرى قد رسمت خططاً لتقسيم إيران أيضاً".

 

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است