في إطار حلقة النقاش حول سوريا ضمن منتدى طهران للحوار (2025)، قدّم طارق الأحمد، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي، تحليلاً للوضع المعقد في بلاده.
وفي إشارة إلى تاريخ سوريا الممتد لعشرة آلاف عام وتنوعها العرقي والمذهبي، قال: "القضية في سوريا معقدة، ويجب أن تكون أولويتنا القصوى هي السعي لتحقيق تكاتف المجتمع".
وتطرق الأحمد بعد ذلك إلى دور العوامل الخارجية مضيفاً: "على الرغم من أن التدخلات الأجنبية، وخاصة من دول مثل تركيا، قد تراجعت مقارنة بالماضي، إلا أنها لم تصل إلى الصفر بعد. ومع ذلك، فإن سوريا في طور إحياء نفسها على الصعيدين الاقتصادي والعلاقات الخارجية".
ووصف الوضع الحالي بأنه "حساس وهش"، مشيراً في الختام إلى أن: "هناك توقعات كثيرة من الحكومة السورية. إن إلغاء إدارة ترامب للعقوبات المفروضة على سوريا مؤخراً كان تطوراً وحدثاً مهماً جداً بالنسبة لنا في هذه المرحلة من الثورة السورية".
وقال طارق الأحمد: "أعتقد أن سوريا تمر حالياً بمرحلة جيوسياسية خطيرة؛ هناك 50 كتاباً حول المعركة في سوريا، ويُقال إن من يحكم سوريا، يحكم بطريقة ما العالم والمنطقة".
وأضاف رئيس مكتب العلاقات الخارجية في المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي: "هناك مثل يقول: إذا ركبت القطار الخطأ، انزل في أي محطة تدرك فيها خطأك واسلك الطريق الصحيح. وأنا أؤمن بهذا المثل".
وقال: "برأيي، يجب أن تكون سوريا قوية؛ ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟ يجب أن أقول إن المشكلة الموجودة حالياً في سوريا هي وجود القوميات والمذاهب المختلفة".
وفي شرحه لهيكلية حزبه، قال طارق الأحمد: "على الرغم من أن قيادة حزبنا من أهل السنة، إلا أنه يضم أعضاء من جميع القوميات والمذاهب، بمن فيهم المسيحيون". واستدرك فوراً مضيفاً: "مع ذلك، هذا لا يعني أننا نسعى لإرضاء الجميع. إن محاولة إرضاء جميع القوميات خطأ كبير، ولن تُحل الأزمة السورية أبداً بمثل هذا النهج".
وتابع قائلاً: "لقد وقع زلزال في سوريا، ولا أحد يبحث عن حل سياسي؛ أكبر الرابحين في سوريا هم أكبر الخاسرين فيها. كان الإسرائيليون يقصفون سوريا في السابق بحجة الوجود والمساعدة الإيرانية، والآن يتخذون من تركيا ذريعة".
وفي إشارة إلى التحديات الخارجية التي تواجه سوريا، قال طارق الأحمد: "ما زلنا نشهد احتلال أراضينا من قبل الإسرائيليين. ومع ذلك، فإن سوريا اليوم لا تتجه نحو حرب أهلية، بل تسير على طريق التعامل مع دول الجوار".
ووصف الوضع الداخلي بالمعقد وأضاف: "على الرغم من التطورات الإيجابية مثل رفع العقوبات بقرار من ترامب، لا توجد حتى الآن صيغة واضحة وفعالة لحل الأزمة السورية بشكل كامل".
وفي الختام، اعتبر أن الحل يكمن في الوحدة الوطنية، مؤكداً: "كما أن للعلويين وأهل السنة والدروز صوتاً واحداً داخل كل طائفة، يجب علينا أيضاً أن نصل إلى صوت وطني واحد من جميع المذاهب، حتى لا تعود سوريا عرضة لألاعيب الدول الأخرى".