إخلاء المنطقة من السلاح النووي يجب أن يكون هدفاً مشتركاً - منتدى طهران للحوار 2025

في منتدى طهران للحوار الرابع، صرح كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، مؤكداً على نهاية عصر القطبية الأحادية: لقد كشفت التحولات العالمية أكثر من أي وقت مضى عن ضرورة أن تؤدي دول المنطقة دوراً مستقلاً في تشكيل النظام الدولي الجديد.
13 ذو الحجة 1446

في منتدى طهران للحوار الرابع، صرح كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، مؤكداً على نهاية عصر القطبية الأحادية: "لقد كشفت التحولات العالمية أكثر من أي وقت مضى عن ضرورة أن تؤدي دول المنطقة دوراً مستقلاً في تشكيل النظام الدولي الجديد".

وفي حين وصف الحوارات الإيرانية-العربية بأنها "تجلياً لعقلانية الجوار"، شدد على ضرورة التقارب الإقليمي لمواجهة التحديات العالمية وهيمنة القوى من خارج المنطقة.

وخلال فعاليات منتدى طهران للحوار، عُقدت جلسة حوارية بحضور سعيد خطيب زاده والدكتور كمال خرازي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأسبق والرئيس الحالي للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية. وفي هذه الجلسة، شرح الدكتور خرازي مكانة المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، واصفاً دوره في مجالات الدراسات الفكرية والدبلوماسية غير الرسمية ودبلوماسية مراكز الفكر بأنه مؤثر للغاية.

في بداية الجلسة، أشار خطيب زاده إلى المبادرة الأخيرة للحوارات الإيرانية-العربية، طالباً من كمال خرازي تقديم إيضاحات حولها. وفي رده، وصف خرازي علاقات إيران بجيرانها بأنها شهدت تقلبات، مضيفاً: "هذه سمة طبيعية في العلاقات الدولية. ففي منطقتنا، حتى الدول التي تتحدث لغة واحدة تشهد خلافات أحياناً".

ومشيراً إلى تحديات مماثلة في علاقات دول الخليج (مثل قطر والإمارات والسعودية)، وكذلك في آسيا الوسطى والقوقاز، أكد قائلاً: "هذه الحقيقة بالذات تبرز ضرورة وجود حوارات منتظمة بين دول المنطقة".

وتابع خرازي: "إن المنطق الذي يقف خلف الحوارات الإيرانية-العربية هو منطق الجوار. كانت هذه هي الدورة الرابعة من هذه الحوارات، حيث عُقدت الدورة السابقة في طهران، وهذه الدورة بالتعاون بين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومركز الجزيرة للدراسات في الدوحة. الهدف من هذه الحوارات هو تحقيق الفهم المتبادل لحل القضايا الإقليمية. لكل دولة سيادتها وثقافتها وسياستها واقتصادها الخاص، وعلى الرغم من الخلافات، يبقى الحوار هو الحل الوحيد المتاح".

وأشار رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية إلى تطور الأجواء السائدة في الحوارات الإيرانية-العربية خلال السنوات الأخيرة، مضيفاً: "لقد أصبحت هذه الأجواء أكثر إيجابية بكثير من الماضي، مما يدل على فعالية وضرورة هذه الحوارات، خاصة في مجال التنمية الإقليمية".

بعد ذلك، ذكّر مدير الجلسة بشعار المنتدى لهذا العام، وهو "الفاعلية الإقليمية"، وسأل الدكتور خرازي: "هل تتمتع منطقتنا اليوم بنظام أم أنها تعاني من الفوضى؟ وهل لديها القدرة على الفعل لهندسة نظام جديد؟"

وأوضح في رده: "إن الحوارات داخل المنطقة تقربنا من نتيجة مفادها أن دول المنطقة يمكن أن تمارس فاعلية حقيقية في تشكيل النظام الجديد. كما أن التحولات الدولية والإقليمية قد أوجدت هذا الإلزام. العالم اليوم يتجه نحو التعددية القطبية، ودول مثل الصين والهند وإيران وتركيا وروسيا، التي تُعرف كقوى إقليمية، يجب أن تؤدي دوراً على الساحة العالمية".

وأكد خرازي: "لقد انتهى عالم القطب الواحد وحل محله نظام متعدد الأقطاب. المنظمات التي تطمح إلى الاستقلال ولا تريد أن تكون تحت هيمنة القوى الكبرى يجب أن تؤدي دورها. بالطبع، هذا لا يعني أن نظاماً جديداً سيستقر قريباً على الساحة الدولية، بل هي عملية موازية للحفاظ على استقلال الدول".

وأشار رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية إلى أن: "نظاماً جديداً في طور التكوين، يمكنه بعد انتهاء عصر الهيمنة والهياكل الخاضعة للسيطرة الأمريكية، أن يحقق العدالة الاجتماعية والتحولات الدولية العادلة. بالطبع، ما إذا كان يمكن الحديث عن العدالة على الساحة الدولية أم لا، هو بحد ذاته نقاش نظري؛ لكن الحقيقة هي أن النظام الأحادي القطبية آخذ في الانهيار وأن القوى الإقليمية تؤدي دوراً أكبر".

وفي جزء آخر من الجلسة، ورداً على سؤال حول العلاقات بين إيران وأوروبا، قال الدكتور خرازي: "تمتلك أوروبا إمكانيات هائلة في المجالات المالية والصناعية والتكنولوجية، ويمكن أن تكون كياناً مستقلاً ومؤثراً. ولكن للأسف، وصلت علاقاتنا مع أوروبا اليوم إلى حالة من الجمود بسبب تبعيتها لأمريكا ونفوذ النظام الصهيوني".

وأضاف: "نشهد اليوم محرقة حية في غزة، حيث يُقتل يومياً مئات النساء والأطفال والمدنيين ويُحرمون من الماء والغذاء. هذه الإبادة الجماعية تُبث مباشرة على شاشات التلفاز؛ ومع ذلك، لا تزال بعض الدول تبيع الأسلحة للنظام الصهيوني. هذه الإجراءات تتم تحت ضغط أمريكا والنظام الصهيوني وتعتبر مشاركة في الجريمة".

وفي الوقت نفسه، أكد: "كون العلاقات مجمدة اليوم لا يعني أنه لا ينبغي لنا أن نسعى لإيجاد مسارات جديدة لتحسينها".

في الجزء الأخير، أشار خطيب زاده إلى التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين، وبالنظر إلى التناقضات في سياسات الولايات المتحدة، استطلع رأي الدكتور خرازي حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مستدام.

أجاب الدكتور خرازي: "إن مجرد دخول أمريكا في حوار مع إيران يثبت أنهم لا يستطيعون التعامل مع إيران كما يتعاملون مع الدول الأخرى. الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة قوية وترد على أي تهديد". وأضاف: "يعلم الأمريكيون والصهاينة أنهم لا يستطيعون التحدث مع إيران من منطلق التهديد".

وتابع: "لقد وصلت إيران في مجال المعرفة النووية إلى مستوى أصبحت فيه هذه المعرفة محلية ولا رجعة فيها. بينما توصلت دول أخرى مثل الهند وباكستان وإسرائيل إلى التكنولوجيا النووية بمساعدة خارجية، قطعت إيران هذا المسار بمفردها ودون الاعتماد على الأجانب".

ومشيراً إلى إمكانية رفع العقوبات مقابل إجراءات إيرانية متبادلة، قال الدكتور خرازي: "لن تؤتي المفاوضات ثمارها إلا إذا رُفعت العقوبات، وفي المقابل، تقوم إيران بحصر التخصيب في إطار احتياجاتها الداخلية ورقابة الضمانات. نحن بحاجة إلى وقود للمحطات النووية، وكذلك إلى نسبة 20% لمفاعل طهران؛ هذا حقنا، ووفقاً لاتفاقية الضمانات، لا يوجد أي إشكال في ذلك".

وأكد: "بناءً على فتوى قائد الثورة، لا تسعى إيران لصنع أسلحة نووية، على الرغم من أنها لديها القدرة على ذلك. لكن دولاً أخرى قد تسعى لامتلاك مثل هذه الأسلحة بسبب وجود الأسلحة النووية بحوزة النظام الصهيوني".

واختتم الدكتور خرازي حديثه بالقول: "إن إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية يجب أن يكون هدفاً مشتركاً، والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد طرحت هذا الموضوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

 

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است